16 - 08 - 2024

نبضة | "الدسوقى "و"زيدان" وتاريخ "شو"

نبضة |

 

أول مرة أسمع إسم د.عاصم الدسوقى كان فى محاضرة للدكتورة عواطف عبد الرحمن فى مادة مناهج البحث فى بكالوريس إعلام، عندما تحدثت عن الصحافة كوثيقة تاريخية وساقت لنا رأى د.عاصم فى ضوابط إستخدام الصحيفة كأحد مصادر التأريخ، د.عاصم أستاذ تاريخ له إسهاماته الأكاديمية التى لاينكرها أحد، كثير من أساتذة التاريخ تتلمذوا على يديه، ولذا غضب الكثيرون من الموقف الذى تعرض له من مذيعة لا تعرف "التاريخ "من "كوز الذرة"، الشئ الإيجابى الذى ترتب على هذا الموقف أن كثيرين ممن لايعرفون د.عاصم تعرفوا عليه من خلال ما جاء فى مقالات الرأى ينتقد المذيعة ويتعرض لقيمة د.عاصم كأستاذ تاريخ.

ولكن منذ أيام خرج د. عاصم فى برنامج 90دقيقة مع د. محمد الباز ليقول إن سعد زعلول كان سكيرا ولاعب قمار يعنى بعد مايقرب من 100سنة على ثورة 19 اتضح أننا مخدوعين فى زعيم الأمة وإن مادرسناه فى كتب التاريخ عن سعد زغلول كرمز وطنى كذب لان السكير مدمن القمار لايملك إدارة شئونه فما بالنا بشأن أمة.

قبل الهجوم على سعد زغلول من أستاذ التاريخ ،هاجم الروائى والأديب يوسف زيدان أحمد عرابى وقال إنه هو الذى سلم مصر للإنجليز بعد أن أمر جنوده بإستباحة مدينة الإسكندرية، كلامه أيضا كان فى برنامج توك شو مع عمرو أديب.

أحمد عرابى الذى رسخت صورته فى أذهاننا منذ طفولتنا وهو راكب حصانا ويحمل ورقة بها مطالب الجيش المصرى ليقدمها للخديو وإرتبط بالجملة الشهيرة  للخديو توفيق "متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"

السؤال ماهو سر الهجوم على الزعماء التاريخيين ،هل نما إلى علمهم إنهم عائدون على طريقة "طلعت حرب راجع"؟ وإنهم عقدوا النية على خوض الإنتخابات الرئاسية.

أم إنه الإفلاس فبرامج التوك شو لاتملك أن تتعرض بالنقد للجالسين على مقاعد الحكم الآن ، وللآن لم يظهر من أعلن نيته للترشح على رئاسة مصر ليبدأوا عملهم فى تشريحه، إذن ليس أمامهم إلا إستدعاء زعامات من صفحات التاريخ حتى لو كانت هذه الزعامات دفعت فى حياتها ثمن مواقفها نفيا وتشريدا خارج البلاد .

ماجاء هجوما على عرابى وسعد زغلول يقول لنا إن التاريخ تحول لمادة للظهور "التاريخ شو" أى حد يطلع يقول كلمتين ضد سعد وضد عرابى يضمن الظهور ويثير الجدل وهو المطلوب، الإثارة بعيدا عن مجريات الحياة جدل فيما مضى وفات، أما الحاضر ومانعيشه من أزمات فليس مطروحا للمناقشة.

وكما يوجد "تاريخ شو" يلهى الناس عن قضاياها ،يوجد "التاريخ الأصفر" على وزن الصحافة الصفراء، والتاريخ الأصفر يقوم على فكرة ضرب الثوابت وتشويه الرموز، ففى الصحافة عندما يضيق هامش الحرية وتغيب المعلومات تظهر الصحافة الصفراء التى تركز على الجنس والدين وكل مايثير القراء حتى ولوكان ذلك مبنيا على الأكاذيب بهدف تحويل إنتباه القراء عن المشكلات الحقيقية، وفى التاريخ عندما يفلس المؤرخ يفتش فى الدفاتر القديمة فى مذكرات ليخرج علينا بصدمات تغير مارسخ فى أذهاننا من صور عن زعماء ورموز وطنية .

وكما يوجد فى الصحافة مصطلح فبركة لمن يصنعون وقائع وهمية أويضيفون من خيالهم لحدث وقع بالفعل، يوجد تلفيق التاريخ وتزييفه. اللهم إرحمنا من المفبركين والملفقين وأخرجنا من بينهم سالمين.

[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

أنا وانت والمناخ | الموضة المستدامة